المعرفة المُواجهة 

يوصف زماننا بأنه زمن ثورة المعلومات، وسرعة الاتصالات، وأن العالم بات قرية صغيرة في عصر العولمة التي لا مكان فيها للضعفاء، حيث الأقوياء في كل المجالات يتنافسون فيما بينهم للسيطرة واقتسام ما يمكن اقتسامه من ثروات الشعوب، وبلدانهم.

وفي خضم هذا العالم وصراعاته تشكل المعرفة المواجهة أحد أهم أركان المواجهة فيه، إذ بقدر المعرفة بالطرف الآخر تكون المواجهة وآلياتها صحيحة وقادرة على إحراز التقدم والتفوق في كل ميادين الحياة.

وبما أننا جزء من هذا العالم الذي كان قدرنا فيه أن نكون في قلب صرعاته وميدان حروبه ومحط أنظاره وأطماعه، أن نبتلى بعدو مباشر وغير مباشر يمتلك المعرفة المواجهة بنا بشكل متفوق مما مكنه من تثبيت وجوده على حساب ضعفنا في هذا الجانب وفي كل الجوانب الأخرى.

ومن هنا ومن خلال إدراكنا للتقصير الذي نعاني منه في ميدان المعرفة المواجهة المتخصصة كانت فكرة عنوان هذه المدونة ومحورها الرئيس دراسة الصهيونية ومخططاتها في منطقتنا وفق أسس علمية ومنهجية بعيدة عن العاطفة بهدف الوصول إلى معرفة صحيحة بالإضافة إلى المحاور الأخرى التي تمكننا كأمة مستهدفة من القدرة على المواجهة والتحدي وأخذ دورنا في عملية الصراع الوجودي.

وإذا كان ضعفنا في ميدان المعرفة المواجهة جزء من ضعفنا في مجالات كثيرة وعديدة مقارنة بالطرف الآخر، فإننا نهيب بالدارسين والباحثين من أبناء أمتنا على أن يأخذوا دورهم في هذا المجال وأن يساهموا معنا فيه من خلال مشاركتهم ومساهماتهم وآرائهم ونصحهم، وذلك عسى أن نسد جزءًا من ثغرة كبيرة في هذا الميدان وكل بحسب اختصاصه واهتمامه.

الدكتور جبر الهلّول